يقول الشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سرّه:
« لقى رجل بعض الناس في زمان أبي يزيد البسطامي فقال له : هل رأيت
أبا يزيد ؟
فقال : رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد .
فقال له الرجل : لو رأيت أبا يزيد مرة كان خير لك من أن ترى الله
ألف مرة .
فلما سمع ذلك منه رحل إليه ، فقعد مع الرجل على طريقه ، فعبر أبو
يزيد وفروته على كتفه ، فقال له الرجل : هذا أبو يزيد فنظر إليه فمات من ساعته .
فأخبر الرجل أبا يزيد بشأن الرجل ، فقال أبو يزيد : كان يرى الله
على قدره ، فلما أبصرنا تجلى له الحق على قدرنا فلم يطق فمات . ولما كان الأمر
هكذا ، علمنا أن رؤيتنا الله في الصورة المحمدية بالرؤية المحمدية ، هي أتم رؤية ».
ويقول : « ... فإن الأنبياء ( عليهم السلام ) أعدل مرآة منك (
العبد ) ، ثم لتعلم أن الأنبياء قد فُضِّل بعضهم بعضاً ، فلابد من أن يكون مرائيهم
متفاضلة ، وأفضل المرائي وأعدلها وأقومها مرآة محمد صلّى الله عليه وسلّم ، فتجلي الحق فيها أكمل من كل تجل يكون ،
فاجهد أن تنظر إلى الحق المتجلي في مرآة محمد صلّى الله عليه وسلّم ، لينطبع في مرآتك فترى الحق في صورة محمدية ولا
تراه في صورتك »
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق