مقام الحب
الحبُّ
هاؤُمْ ياذَوي الأسمارِ = حيَّ على
الأنوارِ والأسرارِ
هيّا
إلى الألطافِ والسّعادَهْ = هيّا إلى
سُلافةِ العبادَهْ
بَداري
يا مُراودي الجمالِ = فالحسنُ تحتَ وَطأةِ
النّعالِ
هَلمُّوا
إنّ الأنسَ بالأنوارِ = والتّعسُ مَضروبٌ
على الأغيارِ
حيّ على
مَنابعِ الأنفاحِ = حيثُ تَفوحُ زَهرةُ
الأرواحِ
فهاهنا
مَناهلُ الوجدانِ= مواردٌ تَطفَحُ
بالإحسانِ
تُرَوِّي
الوَلهانَ مِن الصُّدودِ =بِفيضةِ اليقينِ
والشُّهودِ
خمرُ
الصّفاءِ مِن مَعينِ العَينِ = طهارةٌ
مِن غَمراتِ البَينِ
بِقطرةٍ
تَنفتِقُ السّرائِرْ = ويُشرقُ الغيبُ
على البصائِرْ
فتَتَجلّى
الفطرةُ القديمَهْ = وتَتَسوّى ذاتُكَ
القوِيمَهْ
W W
كذلكم
نَحنُ ياللّطافَهْ = إيّاكم يا أجناسِي والجَلافَهْ
ما
ضِمْنَكُم رقائقٌ أصيلَهْ = هِمَّتُها
لاتَرضى بالرّذيلَهْ
فالرُّوحُ
ذاتُ الحُللِ السّنيّهْ = لا تَرتضي العلائقُ الدّنيّه
والقلبُ
ذُو القربِ والاستواءِ =لايَرضى
بالمُجونِ والأهواءِ
والنَّفسُ
ذاتُ السّمتِ والأخلاقِ = لاتَرتضي سفاسفَ الأذواقِ
واللّبُّ
ذو الإدراكِ والنّباهَهْ = لا يَرضى أن يَهُومَ بالسّفاهَهْ
والذّاتُ
ذاتُ الصَّنْعةِ القوِيمَهْ= لا تَرتَضي
المواردَ السّقيمَهْ
والأَلسُنُ
الذّواكـرُ القِدِّيسَهْ = لاتَرضى
بالمغازِلِ البَخِيسَهْ
أجَلْ
فحُبُّنا له هِدايهْ = وصَدُّنا عن ذاتِهِ غِوايَهْ
وِدادُنا
تَحصيلُ حاصِلٍ لَهُ = فَرَبُّهُ مِن
أزَلٍ كَمَّلَهُ
وذِكرُهُ
ما هُوَ إلّا نُورُ = ومَدْحُنا له لنَا
حُضُورُ
فما
ادّلى إلّا ليدّني بنا =فهُوَ في المُنتهى
بابُ رَبِّنا
فمَن
تعلّقَ بهِ تَحقَّقْ = ومَن جَفاهُ وأبَى
تَزَندَقْ
فاسْتَسقُوا
مِن خمرتِهِ زُلالَا = فعِشقُهُ الفتحُ وإلا لَا لَا
W W
حبُّ
الحبيبِ مَركزُ العِنايَهْ = ولا يَفِيضُ إلّا
بالهِدايَهْ
حبُّ
الحبيبِ نُقطةُ القرآنِ = مَشربُهُ يُحيطُ بالأديانِ
حبُّ
الحبيبِ طاقةُ الإيمانِ = يُشَحِّذُ
القُلوبَ بالإحسانِ
حبُّ
الحبيبِ مَوردُ العِرفانِ= يُؤهلُ
الأرواحِ للعيانِ
حبُّ
الحبيبِ خمرةُ اليقينِ= يُؤزرُ الأسرارَ
بالتّمكينِ
حب
الحبيب رفرفُ المعارجْ = يَكفيكَ مِن تَكبُّدِ المدارجْ
حبّ
الحبيب البدءُ والنِّهايا = وهل لنا بعدَ الحبيبِ غايا
W W
ناهيكُمَ
اَنَّ الحضرةَ الأنيّهْ = غنيّةٌ بالصّلَةِ العَينيَّهْ
كَفتهُ
أمُّ القُدسِ بالحنانِ = بما له في
الهُوتِ مِن قُربانِ
إبانَ
طورِ السَّحَرِ الأحداني = قبلَ بُزوغِ
القمَرِ الوَحداني
فباتَ
لايَحتاجُ للزيّادَهْ = لكنَّ حبَّنا له
عِبادَهْ
أوَ
تَرَونَهُ لنا يَحتاجُ = بعد الّذي
حَقّقَهُ المِعراجُ
العينُ
والخلاءُ والتّقريبُ = لاغَروَ منه إنّه الحبيبُ
هيهاتَ
ذلكم حبيبُ الذّاتِ = تعالى عن حوادثِ الصِّلاتِ
يَرتشفُ
اللّطافةَ الكُنهيّه = مِن مَشربٍ مِزاجُهُ الهُوّيّهْ
وَصلٌ
بِلا فصلٍ ولا فِصامٍ = سَقيٌ بلا مَهلٍ ولا فِطامٍ
ما
بينها وبينَهُ حِجابُ = بل لا مَعارجَ ولا أبوابُ
يُنادمُ
القدسَ لدى الآزالِ = بِخمرةٍ ذاتيّةُ
الجمالِ
سُلافةٌ
صِرفيّةُ الشّؤونِ = والذّاتُ ذاتُ
الصِّرفِ والكُمُونِ
يَنشَقُها
بِنُكْهَةِ الإطلاقِ = بِمعْزِلٍ عن
مَشْرَبِ العُشّاقِ
وأنّى
للجُنونِ والشُّجونِ = مِن حضرةِ البَقاءِ
والعُيُونِ
مِن
حيثُ لا شَوقٌ ولا غرامُ = بل لا صبابَةٌ ولا هُيَامُ
هناكَ
حيثُ الوصلُ والدَّلالُ = فالأينُ عَينٌ والسِّوى مُحالُ
W W
فكيف
والرُّسْلُ ذُوُوْ العَزائِمْ = مِن
لَفحاتِ عِشقِهِ هوائِمْ
كأسُ
النّبوّةِ وما أدراكَ =ومَن يُدريكَ ماجرى
هُناك
باتُوا
على أعتابِهِ سُكارى= ثُمالى مِن خمرتِهِ
حَيارى
وكلَّما
إزدادوا منه قُرْبًا= يَزيدُهم نَهمًا له
وَحُبًّا
فحبُّهم
هوَّ الّذي قرّبَهُمْ = بل قُربهُم هُوَ الّذي حبَّبَهُم
فالحبُّ
يَنبُضُ على قدرِ الصّفا = وكلَّما زادَ النّوى زادَ الجَفا
W W
أليس
ذاكُم أصلُنا وكلُّنا = مِن قبلُ أومِن
بعدُ هوَ خِلُّنا
أليس
مَن أنوارُهُ تَهدينا = أعظمُ مِن حقوقِ والِدِينا
أليس مَن
أتى إلينا مِنّهْ =أولى بنا في كلِّ شيءٍ
مِنّا
أليس
مَن يُمدُّنا مِدرارًا = أحقُّ أن نَعشَقَهُ جِهارا
أليس
مَن يرعانا بالدّوامِ = أجدرُ أن يُشكرَ بالهُيّامِ
أليس
ذاكم أقربُ الأحبابِ = لولاكم مِن دونِهِ
كالحِجابِ
أليس
ذاكم عَيلَمُ السّعادَهْ= و سِدرةُ
الجِذبانِ والإرادَهْ
بلى بلى
فإنّه مَولانا = وهْوَ الّذي على الورى
عَلّانا
وكيف لا
وذلكم مَحْتِدُنا = لاتَنكفُوا فذلكم سيِّدُنا
لَتَحْسِدَنَّكم
عليه الأمَمُ = وتَغبطنّكم عليه القِمَمُ
W W
كفى لقد
وُثِّقَ بالتّنزيلِ =والحبُّ لا يَحتاجُ
للدّليلِ
فهْو
الّذي لأجلِنا تَنزّلْ = وكم تَحَمَّلَ
وكم تَكفَّلْ
وهْوَ
الّذي بِمَجدِهِ ارْتَقِينا =وبِرَحِيقِ
عزمِهِ اسْتَقِينا
وهْوَ
الّذي يَومَ التّغابُنِ العَّتِي= يُنادي
أمَّتي يارَبُّ أمّتي
وإنْ
طَمَتْ وزُلزلَتْ زِلزالُها = يَصْرَخُ
مِن عَلَى الملا أنا لَها
ويَفتَحُ
الجنانَ للدُّخولِ = ويَبسِطُ الرِّضوانَ للقَبُولِ
ويَجمَعُ
البرايا بالوَسِيلَهْ = ويالَها مِن غايةٍ وَصِيلَهْ
W W
ياعجَبًا
كيف نَهِيمُ بالسِّوى = مِن بَعدِما الحبيبُ فينا إسْتوى
فهل
رَأيتم دونَهُ مَثِيلا = وهل وَجدتُم
بعدهُ بَديلا
ذرْكُم
وسَلمى يا أُولي الأحلامِ = شَتَ ما بَينَ
النُّورِ والظَّلامِ
القُدسُ
هذا الجَمعُ هذا العينُ = والرِّجسُ ذاكَ
الفَرقُ ذاك الغَينُ
يُوحُ
الجمالِ السّاري في الظِّلالِ = قَيسٌ
وليلى دونَهُ مَجالي
أسُّ
المعاني الجاني بالمَباني =والكلُّ مِن
إبداعِهِ الأناني
فالحُسنُ
ما مِن نَعلهِ مَبسوطُ = والحبُّ ما مِن
شِسعها مَنُوطُ
فلن
يَذُوقَ الوَجدَ ذُو جُنُونٍ = إلّا مِن
خمرِ جَذبهِ المشحونِ
ويومَ
يُكشفُ غدًا عن ساقِ = سَينجلي حقيقةً ما
السّاقي
حينَ
يَهِيمُ الكلُّ بالأعتابِ = بُعَيدَ
قَشْعِ غَمْرَةِ الحِجابِ
W W
ألا
وإنّ العشقَ ذُو فُنونِ = وكم بَدى بالقومِ مِن شُجونِ
فَطَهِّرِ
البيتَ مِن الخساسَهْ = فالقدسُ لا
يَحِلُّ في النّجاسَه
والقلبُ
بيتٌ واحدٌ أناني = وأبدًا ما باتَ فيه اثنانِي
ما
الشّأنُ أن تحبَّهُ كالنّاسِ = وهل تَرى
التُّرابَ كالألماسِ
ولا
كحبِّ المالِ والأولادِ = ولا كمسلكِ الهوى المعتادِ
ولا
كَتَوقِ مُتعةِ الجنانِ = ياخاطِبي
الحسانِ والبُنيانِ
وبل
مافوقَ حبِّنا الأناني = فحبُّه مُقدّسٌ
ربّاني
W W
ويْسَكَ
ليس الوجدُ بالجُسومِ = ولا بِحِفظِ العِلمِ والرُّسومِ
بل ذاكَ
مِن فَصِيلةِ الأذواقِ = لا يَتأتى إلّا بالأتواقِ
مَعنًى
عزيزٌ دونهُ الأخطارُ = النّفسُ والرّجيمُ والأغيارُ
وكايِنْ
للكؤوسِ مِن غُيوبِ = كما على النُّفوسِ مِن حُجُوبِ
ولا
يزالُ الصَّبُّ في التّراقي = مادامَ يُسقى جُرعةَ الأشواقِ
فهذا في
ودادِهِ رَضِيعُ = وذاك في غرامِهِ
ضَلِيعُ
ليس
المريدُ ولَهًا كالعارِفْ = شتّانَ بينَ
راشِفٍ وغارِفْ
وهكذا
مِن دُونِما رِوايَهْ = نهايةُ
العُشّاقِ كالبِدايَهْ
بحرُ
المودّةِ خِضَمٌّ طامي = لا مَرمى يُلفى
بعدهُ لِرامي
W W
ولْتأتسوا
بقصَصِ الغرام =لا سيّما الصحابةِ الكرامِ
فلم نرى
ولن نرى في الحبِّ = مَن أخلصُّوا
وجدانَهم كالصّحبِ
وماذا
بعدَ البَذلِ للأرواحِ =شَطّانَ بين
الكتمِ والبَواحِ
لاريبَ
أنّهم سلاطينُ التُّقى = حيثُمْ بالحبِّ إرتَقى مَنِ اسْتقى
كم
هَتَفُوا بوصلِهِ وصاحُوا= وكَم نَعَوا فصالَهُ وناحوا
وإن
رجَوتَ مَهيَعَ الصّبابَهْ= فدُونكَ
الصِّرفَ لدى القرابَهْ
كانوا
ولا زالوا لنا أيِّمّهْ = في كلِّ نهمةٍ
وكلّ هِمّهْ
طلعتُهم
تُشَحِّذُ الوجِدانا = كم أجلَفٍ راحَ
بِهِم وَلهانا
كفاكَ
بالمشاربِ الصُّوفِيّهْ = مسالكٍ وجديّةٍ
صَفِيّهْ
فما
انتشَقْنا نسمةَ المحبَّهْ= إلّا مِن
الأحبّةِ الأطبّهْ
فَهِمْ
بِهِمْ تَرِدْ مِن المعينِ = فهُم لِعين عينِهِ كالعَينِ
ويْكَ
ولا تُصغي لِمن تَولّى = فالعِشقُ سِرٌّ
قلّما تَجلّى
ذاكَ له
حَجْرٌ مِن العُقولِ = وذا بِهِ قَصْرٌ
مِن النُّقولِ
والأدهَى
والأمَرُّ في مَنَ انكَرُوا= قد أكلُوا
النّعماءَ ثمّ كفرُوا
فاليومَ
ما أكثرُهم في الأمّهْ = إنّ وجودَهم
علينا غُمّه
ياعجبًا
هذا الحبيبُ هذا = نُورُ الهدى وإلّا ذا
بماذا
تلكَ
اليّهودُ علَقَتْ بِمُوسى = ثمّ النّصارى كَلَفَت بِعيسى
فأين
أنتِ أمّتي مِن الأمَمْ = ألستِ أمَّ العالمينَ في القِيَّمْ
دعكِ
مِن السّخافةِ التَّيمِيَّهْ = واستمسكي بالعُروةِ الأمِّيّه
إلى
بُزوغِ الزَّبرقانِ المهدِي = ليُجلي عنكِ
غَمَراتِ النّجدِي
الإيمان
مَهْ
مَهْ كفى يامُدّعي التّوحيدِ = إنّ
الحبيبَ مَظهرُ التّفريدِ
مهما
شَهدتَ للإلهِ الواحد = لكن سَتبقى
دونهُ كالجاحِدْ
حتّى
تُصلّي المجلى بالشّهاده = وعندَها
سَتُقبلُ العِباده
وإلاّ
لَومٌ على اليّهودِ = إن كان لا اعتبارَ
للجُحودِ
ومَن
يَدُلُّنا على الغُيوبِ = غيرُ الّذي
تَربّى بالوُجوبِ
ومن ذا
يَهدِينا إلى الإيمانِ = ما عَدا مَن
تَحلّى بالقرآنِ
ومن ذا
يَسقينا مِن اليقينِ = سِوى الّذي تَجلّى
بالعَينينِ
W W
ذاك
رسولُ الذّاتِ للوُجودِ = رسالةُ الايجادِ والمدودِ
منذُ
بلى شهِدَتِ الأرواحُ = واليومُ قد أنكرتِ
الأشباحُ
فالأنبياءُ
طُرُّهم أقرُّوا = وعلى كأسِ عِشقِهِ
أصَرُّوا
إيمانُنا
بما بَدى بِدايَه = وما لأغوارِ اليقينِ غايَه
ظاهرُهُ
شريعةٌ أنيقَهْ = وضِمنَهُ حقائقٌ
عَمِيقَهْ
غياهِبٌ
تَفُوقُ في الغُيُوبِ = لا تَتجلّى إلاّ
للقلوبِ
مِن
بعدِما تَرْوَى مِن الوجدانِ = وتَمزِجَ
التّوحيدَ بالعرفانِ
فعندَها
سَيرسَخُ اليقينُ = وتُشرقُ العينُ
وتَعمى الغَينُ
مقام الصلاة
اللهُ
صلّى أزلًا بالذّاتِ= ولا يزالُ أبدَ
الصّفاتِ
فلا
تقلْ كيف ولا ماهِيَ = والعينُ لا تَدْري لها ماهيّه
مهٍ مهٍ
فالصّلةُ العينيّه = سِرٌّ ما بين الهُوّ
والأنيّه
مِن
حيثُ لا قابٌ ولا قَوسينِ = أدنى مِن
البُؤبؤ في العَينينِ
كأيِّن
مِن عزائمٍ قد طارَتْ = تُرَجّـي ناموسَ
الأنا فحارَتْ
فيا تُرى
يَحتاجُ لِلصَلاتِ = وضِمنَهُ ذاتيّةُ الصِّلاتِ
أو كيفَ
يَفقَرُ إلى الإمكانِ = مِن بعدِ ما
ارتَوى مِن البُطنانِ
تأدَّبُوا
فحيثُما صَلّينا = فإنّما صَلاتُنا علينا
كأنّها
ذكرٌ له وشُكرُ = بل إنّها سِرٌّ لنا
ونُورُ
فمِثلُنا
يَدعُوا له الحبيبُ = أليس هُو بابُنا القَريبُ
كالبَحرِ
لا يَحتاجُ للزِيّادَهْ = إذْ هو عَينُ
الفَيضِ والإفادَهْ
فالشَّمسُ
في غِنًى عن الأقمارِ = واليَمُّ في وُسعٍ عن الأمطارِ
W W
واجبةٌ
في اليومِ دونَ عدٍّ = والشُّكرُ لا يَقفُ
عندَ حدٍّ
ومنذَا
يُحصي كثرةَ الإمدادِ = لِيقضي بالصّلاةِ والوِدادِ
لو
دُمنا طِيلَ وَقتِنا نُصلّي = لَما أتَينا
بأقلِّ القُلِّ
لكنّنا
لم نَفقَهِ العِبادَهْ = حتّى تَثَبَّطْنا
عنِ الإراده
فقَصُرَتْ
على سَماعِ ذِكرهِ= وإلّا لا داعي لنا
لِشُكرِهِ
وأين
داعيَ الغَرامِ فِينا = مِن قبلِ كونِها
علينا دِينا
فلا
صلاةَ إلّا بالصّلاةِ = ولا صِلاتَ دُونها
بالذّاتِ
تَسْتَقي
مِن فرائضِ القُرآنِ = لِتَسري في الإسلامِ بالإيمانِ
فما خلا
مِن نُورِها طَريقُ = ولا اغتنى عن سرها
مضيق
لكونها
غوّاصةُ البُحورِ = بل إنها سبّارةُ
السُّتُورِ
حِصنٌ
لنا مِن وَطأةِ الجلالِ = تَحفظُنا في
الحالِ والمآلِ
وإنْ
طَمَتْ وما وَجدتَ حِيلَهْ = فإنّها
شفيعةٌ وَسيلَه
وادعُوا
بها فإنّها البوابَهْ = واجهةٌ مَضمُونَةُ الإجابه
واسلُك
بها تَرقى إلى الحبيبِ= وليس بعد ذاك مِن
نصيبِ
فالقومُ
كم ساروا بها ونالُوا = وكم تَطَوَّرُوا
بها وطالُوا
كم
ألَّفُوا في وصفِها وصنَّفُوا = وهندَسُوا في شكلِها ولَطَّفُوا
كلٌّ
على قدرِ الهوى يَنُوحُ = وعلى قدرِ
سقيِهِ يَبُوحُ
فمنهمْ
مَن يُصلّي بالأقوالِ = ومنهم مَن يَنبضُ
بالأحوالِ
وأبدَ
الآبادِ لن يَسْتنكفُوا = يَغترفُون
الوَصْلَ أو يَرتشِفُوا
مقام الإتباع
طُوبى
لنا بِمَشْرَعِ الهدايَهْ= سبيلُهُ وإلّا
فالغِوايَهْ
فالمرسلُون
دونَهُ ظِلالُ = وكلُّ دَرْبٍ غيرُهُ
ضلالُ
فليسَ
إلاّ نهجَهُ المقصُودُ = وأيُّ بابٍ بعدهُ مَسدودُ
الدِّينُ
واحدٌ وطَهَ السّاقي = والأنبياءُ حولَهُ
سَواقي
يَرْوُونَ
بالتّحقيقِ والفُتُوَّهْ= فيرثُونَ
نِسبةَ النُبُوَّهْ
يسُوسُهم
في حَضرةِ الأسماءِ = بما له مِن خِبرةِ العَماءِ
وحيثُها
أرسلَهُم نُوّابا = فأصبَحُوا لِقُدسِهِ
أبوابا
وأُسْرَةُ
الأملاكِ في المعارِجْ = ما انْفَك
يَهديها إلى المدارجْ
فذاكَ
جبريلُ به تَنَبّا = وعلى حِضنِ حِجرِهِ تَربى
والسِّرُّ
في مكانَةِ الأصحابِ = وُقُوفُهم قصدًا على الأعتابِ
والأولياءُ
يَقْتَفُونَ إثرًا = لعلّهم يَقْتَبسُون
سِرّا
والعلماءُ
هذّبُوا المذاهبْ= وكم أتَتْهُم منهُ مِن
مَواهبْ
فالهَديُ
باتباعِهِ مَشرُوطُ = والسّخطُ باستعصائِنا مَنُوطُ
وحتّى
في النّدبِ وفي الكراهَهْ= فإنّه المعصومُ
بالبداهَهْ
بل في
مُباحِ عَيشِنا والعادَهْ = قُدوتُهُ
مَنارةُ السّعادَهْ
أُسْوتُنا
في هذهِ والأُخرى = ومَن لنا بالحَضراتِ
الكُبرى
مقام التوقير
أعظِم
بِمَن عَظّمهُ العَظيمُ = فأنّى بالغُلُوِّ يا لَئِيمُ
ومَهما
جُدْنا فيهِ بالتّمجيدِ = فقد أتى القرآنُ
بالتّوكيدِ
تأدّبُوا
إنّ المقامَ عالي = في القالِ والأعمالِ
والأحوالِ
فعَلى
قَدْرِ الوُّدِّ في القُلُوبِ = يَغمُرُها
الإجلالُ لِلمَحبُوبِ
إنّ
الوقارَ فيصلُ القَبُولِ = بابٌ وحاجبٌ عنِ الدُّخُولِ
لِما
لهُ في القُربِ مِن مَكانَهْ = ومِنَّةٍ
له على الدّيّانَهْ
فَقِسْ
على إِحسانِ الوّالِدَينِ= وشَتّ مابينَ
الدُّنا والدِّينِ
واذكُرهُ
بالتَّسويدِ والفَخامَهْ = حتّى وفي
الآذانِ والإقامَهْ
بلْ
كلُّ مَنسُوبٍ لهُ مِقدارُ =
فالعِزُّ لِلْيَعْفُورِ والفَخارُ
لا
بِدْعَ في زيادةِ التّقديرِ = فالنُّسكُ
مَوقوفٌ على التّوقيرِ
لذلكمْ
حدودُهُ تَجلَّلَتْ = ما أَهْمَلَتْ فيهْ
وما تَمَهَّلَتْ
يُسْفَكُ
كلُّ مَن أساءَ رِدًّا = ولو يَتُبْ لِكونِهِ تَعَدّى
فاللهَ
أَللهَ على الإيمانِ = نَعوذُ بالحُبِّ مِنَ الكُفرانِ
مقام النصرة
حذاري مِن
دَمْدامَةِ الإعدامِ = فالقَدْرُ سامٍ والمقامُ حامِ
تَفدِيهِ
أمُّ القُدسِ بالصّفاتِ = حَمِيَّةً وغِـيرةً
للذّاتِ
فالعِزُّ
مِن حُصونِهِ الشّديدَهْ = والوَيلُ مِن سِهامِهِ السَّديدَهْ
والرُّسلُ
في سُلطَتِهِ مُجنَّدَهْ= والصّحبُ مِن
قدرتهِ مُؤيدَهْ
والأولياءُ
دونَه صُفوفُ= والسُّبحاتُ حولهُ تَطوفُ
وماذا تَعني
نُصرةُ الآثارِ= لِمن كفَتهُ عِصمةُ القَهّارِ
فإلّا تَنصرُوهُ
وهْوَ الهادي = فما شَكرتُم نِعمةَ الإمدادِ
ذبًّا
على الإسلامِ والقُرآنِ = ونَخوةً بالعقلِ
والوِجْدانِ
نَنصُرُهُ
بِما لنا مِن قُوَّهْ = أشدُّ مِن حَمِيّةِ
الأُبُوَّه
بِلُغَةِ
اللّسانِ والأقلامِ =أو ثَورةِ الصّاروخِ والضِّرامِ
بل هِمّةِ
الغَرامِ والأحوالِ فما الكِـفاحُ إلّا
بالرِّجالِ
بَدْهًا
ِبما فِينا مِن الهواجِسْ = ومايَصُدُّ
عنهُ مِن وَساوِسْ
جِهادُنا
الأكبرُ للنُّفوسِ = وليس لليَهودِ والمَجُوسِ
لولانا
ما تَجرأَ العُدوانُ = ولا اعْتدَى حَومَتَهُ نُكرانُ
فنحنُ مَن
أسأَنا في البِدايَهْ = حيثُ عَكَسْنا صَورةَ
الهِدايَهْ
بما يُشاعُ
فِينا مِن شِقاقِ= تَشُنُّهُ دِعـايةُ
النّفاقِ
وهاتِهِ
حقيقةُ الجهادِ = مَرحُوقَةً مِن زَهرةِ
الوِدادِ
مقام المعرفة
مَنِ
اكتـفَى بالعِلمِ ما كَفاهُ = فالجهلُ بالأُسوةِ ما أجْفاهُ
لَزِمَ
أن نَعرفَهُ تَفصِيلَا = لِكونِهِ بكلِّهِ دَليلا
ظاهرُهُ
يُتَرجِمُ الفُرقانَا = وبَطْنُهُ يُؤوِّلُ
القُرآنا
إن رُمتَهُ
وجَدْتَهُ شَريعَهْ = مَحفوفَةً بالتُّحَفِ
البَديعه
وإنْ
تبصّرتَ بما يُواري = لَشِمْتَ سِرَّ الذّاتِ فيهِ ساري
نَزلَتُهُ
كمضربِ المِثالِ = في قَولِهِ وفِعلهِ والحالِ
فما أمسَّ
حاجَةِ العَوالِمْ = لِسيرةٍ جامعةِ المعالِمْ
أبصِرْ
بهِ لِيَرتَوِي الوِجدانُ = ويَستَـقي مِن وِصفِهِ الجَنانُ
كم غِيثَ
وَلهانٌ مِن الشّمائِلْ = وسارَ حَيرانٌ على الدّلائلْ
مَدرسَةٌ
إنْدَرسَتْ وهُمِّشَتْ = وحتّى لو تَدارَسَتْ لَشُوِّهَتْ
فبعضُهم
يَعُدُّها تَوريخُ = وآخر مُستَشرقٌ مَسِيخُ
وغيرهُم
يَكتـفِي بالرِّوايَهْ = وقَلَّ في السّاحةِ ذُو الدّاريَهْ
فمِثْلَمَا
نَحتَـجُّ بالتّدقِيقِ = نحتاجُ للفِقْهِ
وللتّحقيقِ
نَفْقَهُها
كجُملةِ العُلومِ = لِنَعصِرَ المعنى مِن الرُّسُومِ
لَكنّما
المعرفَةَ الحَقيّه = تَختَصُّ بالمداركِ النّـقِيَّه
كمِ ارتَوى
الأقوامُ مِنها رَيّا = مِن بعدِما تَجرعُوا
الحُميّا
ولا
يزالُ كنهُهُ كما هُوْ = فما تَحـقَّقَ بهِ إلاّهُ
مقام الشّكر
يافَرحةَ
الأنامِ بالحبيبِ = لقد تجلّى الحقُّ مِن قريبِ
تَباشَري
يا أمّةَ النُّزولِ =بالفضلِ والقبولِ
والوصولِ
فكم له
علينا مِن حُقوقِ =وكم أتاهُ مِنا مِن عُـقوقِ
لا حَمدَ
للهِ مِن العبادِ = إن جَحدوا واسطةَ
المدادِ
فاشكرْ
بهِ الرّبَ إذا تجلّى= لِكونهِ لولاه ما
استهلَّ
كشُكرِ
آبائكـمُ بل أعلى = نِعْمَ الكريمُ ويانِعمَ المولى
ياليتَنا
نُوَّفي شُكرَ آيَه= كيف وما لِفضلهِ مِن
غايه
فلو مَدَحْنا
الدّهرَ ما قَضَينا = ببعضِ بعضِ ما لهُ علينا
يَقِلُّ
فيه الحمدُ باللِّسانِ = حتّى يَـقِرَّ المَنُّ بالجَنانِ
فتَنشطَ
الأعضاءُ بالأفعالِ = لِخدمةِ الأعتابِ والنّعالِ
لا تَنكـفوا
فالرُّسْلُ بالعزائمْ = مابين خادمٍ لهُ
وهائمْ
وذلكم
فرقانُهُ المؤَزّلْ =بحمدهِ ومدحِهِ تَنزّلْ
فَثُوري
يا أمّتي بالأفراحِ= وبَهرجِي الأجواءَ
بالأمداحِ
واحتـفلي
ببهجةِ الجمالِ= وجدِّدي الذِكرى على التّوالي
كلّا
ولا تَعْبَئِي بالنُّكرانِ = فالمدحُ مِن
مَفاصِلِ الشُّكرانِ
مقام التّوسل
مَهلًا
يا طالبي الهُدى تمهّلُوا = تَوسّلُوا
وإلّا لن تتّصلُوا
وكم لِمعنى
الوَسْلِ مِن دلالَهْ = أهمُّها وَسيلةُ الرّسالَهْ
كفاكَ
في شهادةِ التّوحيدِ = بأنّـه ساقيةُ التّـفريدِ
لاغَرْوَ
أن نَقصُدَهُ في العادَهْ = لكونِه واسطةَ العبادَهْ
لكنّها
في شرعِنا مَكتُوبَهْ = وفي
أُمورِ عَيشِنا مَندُوبَهْ
وحيثُ
كان الحقُ في الهاهوتِ = فإنّه
بوابةُ النّاسوتِ
وما لنا
إلّاهُ مِن سبيلِ = ومَن أبى فليأتي بالبَديلِ
لابُدَّ
منه أبدًا ولاوَزَرْ = فليس للإمكانِ دُونهُ أثَرْ
رحمتُهُ
تُحيطُ بالعبادِ = في الدّينِ والدّنيا وفي المعادِ
رابطةٌ
لازمةُ الوجودِ = جامعةٌ لِمُجملِ المُدودِ
تَظهرُ
يومَ الفَصلِ بالشّفاعَـهْ = وفي كَثِيبِ الوَصلِ بالمناعَـهْ
النّصيحة
يا
راشِفَ الوجدِ مِن المعينِ = أُدعُوا إلى سبيلهِ المُبينِ
فمن
رَوى مِن خمرةِ الجمالِ = رَوى حديثَ الوَصلِ باللّيالي
وباتَ
يَهدي سالكي الطّريقِ = إلى حُدودِ دولةِ التّحقيقِ
ياحَبّهذا
النّهجِ كانَ فِينا = ياحَوجتاهُ بعدَ العارِفينا
أين
الحبيبُ اليومَ مِن أمتِهِ = وأين مَن يَفْنى على خدمتِهِ
هيهاتَ
أين داعيَ الودادِ = مازال في الأمّةِ مَن يُنادي
وأينَ
مِنّا دَيدنُ الصّحابَهْ = أجِيبُوا يا فوارسَ الخطابَهْ
وأنّى
منّا مَشربُ القرابَهْ = يا رائدي التّدريسِ والكتابَهْ
أو
أنّنا زَهِدنا في النُّـبُوّه = كأنّنا في عِزّةٍ وقُوّه
ويْكُم
تناصحُوا على المحبّه = وماذا يُـغني القِيلُ يا أَرِبَّهْ
فكم وكم
مِن عالمٍ وقاري= لكنّهم سيلٌ بِلا قراري
فأينَ
أنتم ياجُنودَ الهادي = قد عَمَّتِ البِلادُ بالإلحادِ
كأنّنا
في أمّةِ اليَهودِ= لِهَوْلِ ما نَرى مِن
الجُحودِ
فجهِّزوا
العُدّةَ للمَهديِّ= لِرفعةِ البُنْدَ
المحمَّدِيِّ
مقام
الزيّارة
وإنْ
جَوَتْ وصَدّها الفِراقُ= عَجَّتْ إلى
لِقائِهِ الأشواقُ
فوَصْلُهُ
أنْدَى مِن النَّعيمِ = وفَصْلُهُ أرْدى مِن الجحيمِ
سلِ
المجانينَ عنِ العذابِ = لَقالوا في
البَينِ عن الأحبابِ
وماذا
بَعدَ فُرقةِ المحبوبِ = وما الحياةُ إلّا بالقلوبِ
ما
أعْجَبَ الخِلافَ في الزِيّارَهْ = في زمَنِ الأهواءِ والقَذَارَهْ
ياقَومِي
أينَ واجِبُ الوفاءِ= أوَ لَمْ تَكتَفُوا
مِنَ الجَفاءِ
وإلّا
مَن يَسْقِينا بالأنوارِ = ومَن يُزكّينا مِن
الأغيارِ
يَفرَحُ
لِلمُحسِنِ بالشُّكرانِ = ويَدعُوا
لِلمُسيءِ بالغُفرانِ
نُبُوّةٌ
قائمةٌ لو زالَتْ = لَكفَرتْ أمَّتُهُ وحالَتْ
عينُ
الحياةِ لا تَموتُ أبدًا =تَفيضُ سرمدًا
علينا مَددًا
فكيفَ
والأملاكُ كالفَراشِ = تَهوي مِن العرشِ على الفِراشِ
كالرُّسلِ
والأصحابِ والأقطابِ = لا يَبرحونَ
زَوْرَةَ الأعتابِ
يَرجُونَ
مِنها نفحةً أُنسيّه= تَفُوحُ مِن
رَوْضَتِهِ القُدسيَّه
فحيَّ
يا ذَوي الأشواقِ هيّا = إلى الحُمَيّا أو إلى المُحيّا
الولاء
لاتَحزني يا أمّتي المسكِينَهْ= فآلُ ياسينَ لنا سَفِينه
خلائفُ الحبيبِ في النُّبوّه =والورثُ دومًا يَسري في البُّنُوّه
قرائنُ القرآنِ في الرّسالَهْ = كفى بهم ما بيننا دلالَهْ
فقدرُهم مِن قدرهِ مَبسُوطُ = وَودُّهُم
في وُدِّه مَشرُوطُ
ولاؤُهم وإلّا لاهِدايَه = إنَّ الولاءَ مَشربُ الوِلايه
أعتابُهم وإلّا لا دَخولُ = لا
يتأتّى دونَهم وُصولُ
لابُدَّ منهم فهُم الأبوابُ = وإلّا
فالحِجابُ والعذابُ
فإنّهم واسطةُ المدودِ = بلِ
انّهم وسيلةُ الشّهودِ
إذا تخلّى جَدُّهم تَجلّوا = وإن تَجلّى ضمنَهُ تَخلّوا
فاسْتمسِكوا بالعُروةِ الوَثيقَهْ = شريعةً طريقةً حقيقه
لهؤلاءِ أصلُنا المجيدُ = وبالسّاداتِ تَرتقي العبيدُ
إكرام
الصحب
وإن قَصَدتَ مَسلكَ
التّحقيقِ = فليس بعدَ الصّحبِ مِن طريقِ
كأنّهم لنُورِهِ
ظِلالُ = بلِ انهم لِذاتِهِ خِصالُ
مَدرسةُ الإسلامِ
والقرآنِ = ومَشرعُ الإيمانِ والإحسانِ
فكلُّهم على الهُدى
نُجومُ =حذاري إنّ عرضَهم سُمومُ
سلَفُنا الصّالحُ
للرّسالَهْ = تربيةُ القُدُّوسِ بالأصالَهْ
حقٌّ علينا ذكرُهُم
بالحُسنى = وشكرُهم على التّراثِ الأسْنى
وعلى ما تَحمَّلُوا
لأجلِهِ = ولاشتغالِ كلِّهم بكلِّهِ
هم أصلُنا في
الدِّينِ والأخلاقِ = كونوا لهم ياقَومي بالأشواقِ
يافخرَنا بِذُروةِ
الأمجادِ = فاسْتوثِقوا بِعُروةِ الإسنادِ
النوافل
كابِد هِيّامًا وتفنّنْ وَجدَا = فالنّفلُ مِن بعدِ الأداءِ أجْدى
ولا تُحَجِّر مُقتضى النُّصوصِ = وَرِدْ على مواردِ الخُصوصِ
واستفتِ قلبكَ وإن أفتوكَ=
ولا تَهِن حتّى وإن رَمَوك
فدِينُنا الكاملُ ذو مَدارجْ
=فهذا ساريٌّ وذاك عارجْ
فذاك يكتفي بفعلِ الأصلِ=
وهذا طِيلَ يومِهِ في النّفلِ
وذاك يرجُوا جُنَّةً وجَنَّهْ = وهذا لا يَرى الرّياضَ مِنّهْ
وجاهدِ الغفلةَ جِدّا جِدّا = فالفصلُ عندهُم يُعَدُّ رِدّا
واحرِص على مَجالسِ الوِصالِ =
ولا تَذُق إلاّ بكأسِ الآلِ
وإن وَلَجتَ باحَةَ العِبادَهْ =
فاستسقي مِن فياضةِ الإرادَهْ
لِتَروى بالخُشوعِ والحُضُورِ = فتَفنى في أنيَّةِ المذكورِ
مِن حيثُما نفّاحَةُ الأدوارِ=
تَفِيضُ بالنُّورِ على الأذكارِ
فاذكر بِهِ الرّحمنَ بالأسماءِ =
تَرقى إلى طوابِقِ العماءِ
واسبَحْ بهِ في لُجَجِ التّسبيحِ = تَفَسُّحًا في قُدسِهِ الفَسيحِ
واحمَدْ بهِ نوازلَ المدودِ
= لكونِهِ مُحمّدَ الوُجودِ
ووَحِّدِ الذّاتَ بهِ تاحِيدًا
= مادامَ في هاهوتِهِ صَمِيدًا
وانفِي بهِ السِّوى عنِ الإدراكِ = فدِرْعُهُ الحِصنُ مِن الإشراكِ
وكـبِّرِ الحقَّ بهِ كمالَا =
فإنّه نَصّبَهُ مِثالا
وعُذْ بهِ إن هَمَّتِ الوَساوِسْ = لِتَنجلي بِنُورِهِ الملابِسْ
ولُذْ بهِ إن ساطَكَ الزَّمانُ=
ولا تَخَفْ فإنّهُ السُّلطانُ
وتُبْ بهِ مِن غفلةِ الذُّنوبِ = تَشفُّعًا برحمةِ المحبوبِ
وقُمْ بهِ إن قُمتَ للصّلاةِ = لِتَصلى نُورًا مِن صِلاتِ الذّاتِ
واحرِم بهِ مُستقبلَ الأنيَّهْ=
واستهدي مِن وِجهتِهِ العَينِيَّهْ
واسجُدْ بهِ تَفنى عنِ الإمكانِ = في مَسجدِ الإحسانِ والكُثبانِ
ووَضِي قلبَكَ مِن النّجاسَهْ=
بِصَرخةٍ مِن لَفظةِ القداسَهْ
وصُم بهِ عن مَشهدِ الأغيارِ = كي تَتحلّى صبغةَ الأسرارِ
وزَكّي كُلَّكَ له لتَـفْنى=
فَتَبقى في فِنائِهِ أوَ ادْنى
وازْهَدْ بهِ عن زَهْرَةِ
الكونَينِ = لِكيما تَرتوي مِن العَينينِ
وارضَى بهِ عن
القضاءِ والقدَرْ = فالأمرُ منهُ وإليهِ
المُستـقَرْ
وارغَبْ بهِ في نفحَةِ
الجمالِ = وارهَبْ بهِ مِن عزّةِ الجلالِ
وخُضْ بهِ بَواطِنَ الكِتابِ = لِتُلهَمَ المعنى مِن الخِطابِ
واحيَ بهِ اللّيلِ حُضورًا وصَفا = فالخمرُ لا يَرُوقُ إلّا في الخَفا
وشاهِدِ الكنهَ بهِ جَنانا =
لِتَنجلي لك الأنا عَيانا
ووَقِّفِ القصدَ لهُ
إرادَهْ = وتلكـمُ حقيقةُ العبادَهْ
الفتوح
يا والعَ الأورادِ والمواجِدْ = حيّ على الشُّهودِ والموارِدْ
لا تَأسى إنْ وُصِدَتِ
الأبوابُ= إنّ التّعلّقَ هوَ اللُّبابُ
بُشرى لنا بِمشربِ
الكثيبِ = مِن مَدْرَجٍ مُمَهَدٍ قريبِ
السّيرُ فتحٌ والسُّلُوكُ
جَذبُ = والوِرْدُ سِرٌّ والسّماعُ وَهْبُ
فلحظةٌ مِن دَربِهِ
كالدّهرِ = وقطرةٌ مِن شُربِهِ كالبَحْرِ
ناهِيكَ مِن طريقةِ
الأصحابِ = لا تَتَسنّى إلاّ للأحبابِ
بل انّها مَنارَةُ
المسالِكْ= تَحمِي المريدينَ مِن المهالِكْ
مَسيرةٌ غايَـتُها
المعيّه = ويابَى الحُبُّ إلّا بالجمعيّه
نَرِقُّ حتّى يُقْشَعَ
الحجابُ = ونَرقى حتّى تُفْتَحَ الأبوابُ
فَتُشرقَ العينُ مِن
المحيا= وتَشنفَ الأُذنُ بِحيَّ حيّا
فنَفنى عن بُنْيَتِنا
الفَتـيّه = تَحقّقا بالصِّبغةِ الكُنتِيّه
وتُشحنُ القلُوبُ
بالمعارِفْ= بِمعزِلٍ عن مِغزَلِ المخارِفْ
هذا هُنا وهاهناك أسْمى
= وليسَ بعدَ وصلِهِ مِن مَرمى
خاتمة
طفحت الأشجان من
فؤادي = صارخة بمنهج الرشاد
نصيحة من دونما
فضاضة = خذوها عني بلا غضاضة
تذود عن محارم
الحبيب = سفاسف السفيه والمريب
في زمن ديدنه
الجهاله = حضارة بصبغة الضلاله
عالمهم أجهلهم بالله
= وقطبهم في جده كالاهي
شعارهم الخوض
والمراء = والدين من هرائهم براء
عصارة من مرج
الوساوس = ممزوجة بنكهة الهواجس
تقمصوا السنة
والكتاب = فخربوا أسسها خرابا
تتبعوا كل كمال فيه
= بالشك والنكران والتشويه
فحرفوا معالم
الديانه = وهونوا قداسة الأمانة
لكن سيبقى الحق في
الجماعه = مسيطرا إلى قيام السّاعه
يصونه البيت
المحمديُّ = وكلهم محمدٌ مهديُّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق