الأربعاء، 29 يناير 2014

*** دستور الولاء ***

شجون الولاء
   بــــإسمِ ربِّ  القُربى  مُـــــبتـدانا        إنّ  إلى  النِّعـــــالِ   مُـنتهــانـــا
بِـــــنِيَّـــةِ   الولاءِ   والتَّقــــديسِ        أُحَـــرِّكُ  الشُّعُـــورَ  للتأسِيسِ
ســاداتُنا  الأشرافُ  مَن  يَفِيهِمْ        يَكـفِيهِـــمُ   نُورُ  الحبيبِ  فِيهِـــمْ
أبنـــــاءُ مَـــولانا  لــنـا  مَـــوالي        يـــاقَــــومَـــنا كـــونُوا لهــم مَوالي
أكرم بهم  عرائـــــسُ  الحجُــورِ         كنوزُ بيـــــتِ السِّرِّ والسُّرورِ     
عُمّـــارُ أَوَ ادنَى  لَدى القُــــدّوسِ        جَـــواذِبُ  الأرواحِ  والنُّفوسِ
كُـؤوسُ سَقيِ الفَيضِ بالحِيّاضِ        وَرَاحُ  رَوْحِ  الرُّوحِ بالـرِّياضِ
عُــيونُ وَصـلِ الفَصْــلِ بالعَيــانِ        بمشهَــدِ  الإحســانِ والكُثبـــانِ
* *  
فَمَسْلَكٌ مِــن دُونِهِــمْ ضَلالٌ         بَل مَشْهَــدٌ مِـن دُونِهِــمْ خَـيالٌ
ومَــشْرَعٌ  مِن دونِهِـمْ  تَفَسُقٌ        ومَــــشْرَبٌ  مِـن دونِهِــمْ تَزَنْـدُقٌ
فمَن تَوَلّى شَطْرَهُم لَقَدْ وَصَلْ         وَمَن  تَوَلَّى  عنهُمُ  قَدِ  انْفَصَلْ
لَمْ  يَطْلُبِ المبْعُوثُ أَجْـرًا إلّا         مَـــودَةَ  القُربى  علينـــا   أوّلاً
فالقُربُ  دارُهُ  والقُربى بــابٌ        فـــاتُوا  مِن  الأبوابِ  كي تُجابُو
ألَا فَعُوا  بـأنّ  القُربَى  القُربَهْ        فَـــذاك  بـابُ اللهِ  إلّا مَن أبَى
ولا تَرى  يَرتابُ إلّا بْنُ  زِنا        فَهْــوَ  ابْتِلاءٌ  قَــــدَ اتَى  لِفَرْزِنا
يَمِيزُ  صِــــدقَنـــا  مِن  النِّفاقِ        والخَلقُ دَوْمًا مِــنـهُ  في  شِقاقٍ
لِعِـــزَّةِ  الوَصْــلِ  تَعَزَّزَ  الوَلَا        إنَّ   الوِلايَـــــةَ  ولَا   وإلّا  لا  
لَيسَ  السُّلُوكُ  إلَّا أنْ تُوالي        فلا تَرى  يَنْكِـفُ  حتَّى الوَالِي
* *
يا جاحِـــدا  لِقَدْرِ  آلِ البَيتِ        لإِنَّمَا  جَحـــدْتَ  رَبَّ   البَيتِ
البَيتُ بَيتُ المصطَفى المختـارِ        بَلْ  بَيتُ  رَبِّ  العِزَّةِ   الجَبَّارِ
اللهُ  قَــــدْ وَلّاهُـــــمُ  المكــانَه        فمــــا خَلَتْ مِن ذِكــرِهِـــمْ دِيّـانَه
فطَــــهَ   جَــدُّهُمْ  وَرَبُّ الدارِ        يَـغْشَــــاهُمُ  بــالنُّـــورِ  والأسْرارِ
وأمُّهُـــــمْ  فــاطِمَــــةُ  الجَـلالِ        مُــرضِعَــــةُ  الجَــمَـــالِ  والكـــمالِ
وبابُ هذا البَيتِ حَيدَرُ عَلِي        هَيهاتَ  هَلْ كَمِثلِهِ  بَيْتٌ  عَلِي
والحَسَنــــانِ  دَفَتَــا  ذَا البابِ        وبَـــذْرَتَــا الأَغْـواثِ  والأَقْطابِ
يـــالَهْفَ  قَلْبِي ويـاطَيْشَ لُبِّي        مِن  ثَأْرِ  رَبِّي  وجَـلَالَةِ  النَّبِي
عَلَى الشَّهِيدِ رُّوحِي رُوحِي نُوحِي        وبــــالوَلاءِ  فــاشْطَحِي  وبُوحِي
يـا أمَــــةً  قــدْ  قَتَلَتْ حُسَيْنا        مِن  جَـــدِهِ  الشَّفِيعِ مــا تَرْجِينا
وَعُمْدَةُ  البَيتِ مِنَ الأسْبـاطِ         كـــأنَّهُــم  خَـــــلائِفُ  الرِّبـــاطِ
يــــابَحـرَ جُـودٍ باللآلي والدُّرَرْ        يـــالَوحَ  قُرْءٍ  بالآيـاتِ والسُّوَرْ
أَنْزَلَهُـــمْ على  الوَرى  تَنْزِيـــلَا        يــافَــوزَ مَنْ أَضْحى لَهُـم خَـلِيلَا
فَـــنَزْلَةُ   الحبيبِ   بــــالذُّرِيَّــــه        مـــاهِيَّـــــةٌ   أَنِيَّـــــةٌ  هُــوِيَّـــــه
يــاطَـالِبَ  الهَــوِيَّـةَ  العَمِــــيَّـه        أُولاءِ  مَجْلَى الحضْرَةِ  الكُــنْهِيَّه
قـامُوا بِسِرِّ الأَلِفِ  الممْــــدُودِ        يَسْرُونُ  بالإِمـدادِ  في الوُجُودِ
* *
هَل فِيكمُ كمِثلِ زَينِ العابِـدِينْ        مَـنَ اذْعَنَتْ لَهُ رِقـابُ التَابِعِينْ
والحَسَنِ الْمُثَنَى ذِي العَجَائِبْ       وكَم في آلِ البَيتِ  مـِن غَرائِـبْ
ومِنهمُ  إدْرِيسُ  ذُو القَداسَـهْ        وإِبـنُــــهُ  ذُو السِّرِّ   والرِّيَّاسَــهْ
فــــاطِمَـــةٌ  وأُخْـتُها سَكِينَـــــه        مَــعْـرِفَــــةٌ  وَعِـــفَّــــةٌ  سَـكِينَـــــه  
وبــــاقِـــرُ العُلــومِ  والحـــقـائِقْ        إمـــامُ أهـــلِ الزُّهــــدِ  والرَّقـائِقْ
فمَـا السَّرِيُّ والحَبيبُ العَجْمِي        والقَرَنِيُّ  مــــنــــهُ  والبَسْطـــامِي
وفــــيهُـــمُ  الجَــوادُ  بــــالأَسرارِ        فَـضــلًا عــنِ الأنــوارِ  والآثــارِ
وجَــعْفَرٌ إمـــامُ  أهــلِ السُّنَـه        مُجَمِعُ البَحــرَينِ  مُــفتِي  الجِنَّـه
نَفِيسَـــةٌ  صِـــدِيقَــــةٌ   نَفِيسَـــه        على أَئِـــمَـــةِ   الهُـــدى  رَئِيسَــه
وحُجَـــةُ  الهــادِي على العِبادِ        عَلِيٌّ   الهــادِي  إلى   الرَّشـــادِ
والعَسْكَرِي مُعَسْكَرُ الإِحسانِ       يَــــاأَسَـــفًا  عَلى  بَنِي  العَــدنانِي
وشَيخُنا ذُو القَدَمِ التِي عَلَتْ        وعَلى  هامَاتِ الأَقْطابِ نَزَلَتْ
وغَيرُهُم مِن غَيرِ إِحصاءٍ وَعَدْ         ففَضْلُهُمْ مِن دُونِ إِدْرَاكٍ وَحَدْ
والخَتْمُ بالمَجْلَى السُّبُوحِي الأَحَـدِي        محمّـــدُ  بْنُ  عَبــدِ اللهِ  المَهْــدِي
لِيَنْصُرَ  الحَــقَّ جِهــادًا  وَوَلَا         ويَنْشُرَ  الدِّينَ كَـــــمـا   تَـنَزَلَا
وَالإِرْثُ في العِتْرَةِ باقٍ لَايَزُوْلْ        نُورُ الأنا يُشْرِقُ مِـن غَيرِ أُفُوْلْ
* * *
أَئِــمَةُ   الحَــضرَةِ  والدِّيـــوانِ        ومِــنهُـــمُ  غَــوْثِيَّـــــةُ  الزَّمـــــانِ
مُــؤَسِسُو الطّرائِقِ الصُّوفِيّــه         كـيفَ  ومِن  جَـدِّهِمُ  القَضِيّه
فَهُـــم  وَسـائِطُ  الحبيبِ فِينا         يَظَلُّ  العــارفُــــونَ  راشِــفِينـــا
والنَبَــــأُ  العَظِـــيمِ  في الإمــارَه        واأَسَـــــفاً  قـدْ  غُصِبُوا جِهـــارا
فَكم في ذاك البَيتِ مِن نَوائِحْ        مـــــا أشْبَهَ اللّيـــــلَةَ بالبَــوارِحْ
الانتصار
سَنَّ  العَـــــداوَةَ  بَنُــو أُميّــــه         يا لَيْتَهُـــــم جازُوا ولَـــو بِمَايّـه
ثُمّ  بنُ تَيْمِيَّــــةَ  قــــدْ دَسَّـــاها        في مَـذْهَبٍ وهْوَ الذِي أَرْساها
خِتامُهُم قَرْنُ اللَّعِينِ النَّجْـدِي        ضَـلَالُهُ  حَتَّى  يَجِـيءَ المهــــدي
فــاليَــومَ  لا تَكَدْ تَرَى مُوالي         كـــــأنَّهُ  صـــارَ  مِنَ   المحــــالِ
فقَرَنُوا  الصُّــوفِيَّ   بالشِّيــعِيِّ        إنّ  المُوالي  صــــارَ كــــالبِّــــدْعِيِّ
ويَغْفِرُ  اللهُ   لِذاك  الذَّهَـبِي        أَيَرْمِي  الحــاكِمَ  بِخُبثِ المـذهَبِ
لِكَـونِهِ  يَروِي عَنِ الأَشْرافِ        فلَيْـــــتَهُ  لو دانَ  بـالإِنصــــافِ
وقـــدْ  رَمَوا كَمِثلِهِ  ابنَ عَرَبي        عنـدَ  سَـلامِــــهِ  على آل النَّبي
وابْنَ  شِهابٍ  حِينَما  مَدَحَهُم        و الشافعيَّ وهو مَن نَصَحَــــهُمْ
فامْـدَحْ ماشِئْتَ حتّى للنِّساءِ        لا بَـــأسَ   إلّا  لِبَنِي  الزّهـــراءِ
ســاداتُنـا هُمْ  مَجْــدُنا وفَخْرُنا        فَمَــــدحُهُم  لنـــا  وعِــزُّهم  لــنـــا
* * *
إِلْحَظْ بَني اسْرَائيلَ في الوَلاءِ        وشُكــرُهُـــــم   لآلِ   الأنبيــــاءِ
عَـــدُّوهُ  عنــدَهُم مِنَ الأُصُولِ        والغَـوثِ  في  سِنِينِهِمْ والصَّوْلِ
فمـــا لنــــا لا نَشْكُــرِ  الحبيبَ        أَلَسْنـــا  أَوْلى   مِــنهُمُ   لَارَيْـبَ
أَلَيسَ  فَضــــلُهُ  علينـــا  أَوْفى        مِن  فَضـــلِ  أنْبِيــائِهِـــم  وأَكْفَى
أَوْ أَنَّ قَــدْرَهُ ما دُونَ مُوسى        أَوْ آلَهُ    مـــا دُونَ  آلِ  عِيسى
لَقَدْ عَلَا  قَدْرُ بَنِي  اسْرائِيلَ        فَقَـــدْرُهُم  نَـــذْكُــــرُهُ   تَــــنْزِيــــلَا
في آلِ  عِمرَانَ   الّتي  نَقْـراها        يــــا أمَّــــتي   وأينَ  آلُ  طَـــــهَ
فأيْنَ  فَضلُ  نِسبةِ  الحبيبِ        ألَيسَ  في  الأُمَّــــةِ  مِن  لَبِيبِ
بَـــنِي اسْرائِيلُ  ذُكِـرُوا إشارَهْ        إيّاك أعْـــــني واسْمَــــعي ياجارَهْ
وحتّى  لَوْ لَم  ياتِي فِيهِم نَصُّ        كُــــنّـــا   بِتَقْـــدِيرٍ  لَهُـــم   نَخُصُّ
ورُغْمَ  مــا فِيهِـــم  مِنَ  الأَدِلّه        فَهُـــمْ   مـــابَــــينَ  الأُمَّـــةِ  الأَذِلّه
فكيفَ  إنْ لَم  تاتِي فِيهِم آيَّه        وقــــدْ  بَلَغْنــــا  غــايَةَ  الغِـــوايَه
فعِنــــدَها  إجْتَهِدُوا   وقِيسُـوا        لَيَــــأْسَفًا  لِجُــرمِـكُـــــم  إِبْلِيسُ
أَوْ  أَنّكــــم  تَقُولوا  يــــالَيتَهــــمُ        مـــا كــــانُوا مِــــنّا  وما كُنّـــا مِنهمُ
لوْ لَم يَكن قدْ جاءَ في القُـرآنِ        لَبَـــاءَ  بـــالكُفــرانِ  والنُّكــــرانِ
سِيَّانَ  ذاكَ جاءَ أوْ لَـم ياتي        أَسْمَعْتَ  لَو نـــادَيتَ  ذا حَيــاةِ
فــــالشَّرْعُ مــــا أَتَى عـلى هَوَاكُم        وإلّا كـــــانَ   مُـــنْبَــــذًا   وَرَاُكم
* * *
لَهَـــؤُلاءِ  ســـادَتِي  وفَخْــرِي        فــاتِي  بِمِثلِ  مِثْلِهِم  في القَــدْرِ
أَقْــــدامُـــهُم  على  جِباهِ الـعِزِّ        قــــدْ دانَتِ العُلى لَهُــــم  بالعَجْزِ
أَلَيسُو هُــــمْ  بَقِيَّـــةُ   المختــــارِ        حَمَلَةُ   الأنــــــوارِ والأسْـــــرارِ
قَـد تَرَكَ المِيراثَ فِيهِم يَسْرِي        فَقَسْمُـــهُ  على  يَدَيهِم  يَجْـــرِي
فهُـــــم  خَزائِنٌ  لَهُ  قَـــواسِمْ        ضِمْـــنَ  نَوامِيسٍ مِنَ الطَّلاسِمْ
مِــن سِرِّ سِرِّهِ لِذاكَ أُخْـفِيَّتْ        فَرُبَّما بــالكَـــشْفِ مــا تَكَــشَّفَتْ
والغَوثُ إنْ لَم ياتي مِنهمُ فَهُوْ        يَنُوبُ في التَّصْرِيفِ عَن مَولاهُ
لِكَـــونِها  مِن  رُتْبَةِ    النُّبُوَّه        لا تُؤتَى  إلّا  لِذَوِي   الفُتُـــــوَّه
قــــالَ  الخَبِيرُ لا فَتًى إلّا عَـلِي        كـذا  وفي رَدِّ  البَلاغِ لِلوَصِي
فَلَا تَسَلْ عَنْ قَدْرِهِمْ مَحْجُوبا        فــإنّهُــــم  قــــدْ  أُبْطِنُــوا   غُيُوبا
كـــــلُّ  وَلِيٍّ  مِنهـــــمُ ترَجّى        حَـــدائِقُ الأشرافِ ذَاتُ بَهْـجَه
والفِقْهُ  رَأْيُهُــم  فــــآلُ  البَيـتِ        أَدْرَى  بمــــا  يَعْنِيهِ  رَبُّ البَيتِ
أَهْلُ المذاهِبِ بِهِمْ  قَدْ ذَهَبُوا        لَكِــنَّهُم  أَخْـــفَوهَا  لَمّـــا  رَهَبُــوا
وَمَنطِقُ الرُّشْـدِ  بِــلا ارْتِيابٍ        هُـــمُ  هُـــمُ  هُــمُ  أُولُو الألبابِ
قَرِيــنُهُـم  كِــتــــابُ ربّي  أبَــــدا        فَـــلَا  تَسَلْ عَنِ الكَلامِ أَحَــدا
أمَّــــا الحَــــدِيـثُ فَهُـمُ  اللِّسانُ        عَنِ  الحَبيبِ  الكُــلُّ  تُرْجُـمانُ
لَا بُـــدَّ  مِـنهُمُ  وكَلاَّ  لَا وَزَرْ        فــالعِـلمُ   كُـــــلُّه   إِلَيهِــــمُ   أَزَرْ
أَهْلُ الشَّهامَةِ  وأَهْلُ النَّجْدَه         أَوْدَعَهُـــم  كُــلُّ  زَمـانٍ  مَجْـدَه
هُمْ صَرْخَةُ المَلْهُـوفِ والغِـيَّاثُ        أَلَيسُـوا في الورى هُمُ الأَغْواثُ
فالمَجْــــدُ في حُجُــورِهِم  تَرَبَّى        طـــافَ   بِبَيتِ  عِزِّهِــــم  وَلَبَّى
وزَادَهُم مَجْلى الكِساءِ فَضْـلًا        فــاتَّحَــــدُوا   جُـــزْءًا  بِهِ وكُـــلًّا 
والعَجَبُ العُجـابُ فِيما يَحْوِي        فَلَمْ  يَزَلْ  لِلقُربى  دَوْمًـا يُرْوِي
حَدِّثْ ما شِئتَ عَنهُمُ ولَا حَرَجْ        هُمُ الصَّــفَا  أَمَّــا  سِواهُمُ  المَرَجْ
خاتمة
يا ناصِحَ الأمّـــــةِ  في الــولاءِ        لا تَرتَجِــي الإنصاتَ مِـن أُولاءِ
ما تَرجُوا مِــن قَتَـــلَةِ الحُسينِ        أتَرجُــوا  أنْ يَعْلَقُـــــوا  بالبِنِينِ
لا والـــّذي  ولاّهم  وأعـــــلى        لا لن تَرى  للأمرِ  هذا  أهلا
ياسادَتِي يـــاآلَ بَيــــتِ الهادِي        إنّا  لَكُــــم   مِـن  جُمْلَةِ  العِبــادِ
تَفَضَّــــلُوا   عليـنـا  بـــالقَبُـــولِ        بِجـــــاهِ   سِرِّ  نِسْـبَةِ   البَتُولِ
إنْ لَم نَكُن أَهْــــلًا لَها  فــأنْتُمُ        على الوُجودِ مَحْضُ جُودٍ ظَـلْتُمُ
هَيَّا  ياقَــــومِي   لِلوَلاءِ  هَيّا        لَعَلَّكُــــم   تُسْقَـــونَ  مــــنهُ  رَيّا
فــــإِن يَفُـــتْكُمُ  الوَلَاءُ  لِلْبَتُــولْ        فَقَدْ  حُرِمْتُمُ  القَبُـولَ والدُّخُولْ
فَـــحُبُّها  أُنـسٌ  وأَيُّ  أُنــــسٍ        وَوَصْلُها قُـــــدْسٌ  وأَيُّ قُدسٍ
فَطُوبى مِن ثِمارِ نَـعْلِ الزَّهْــرا        دانِيَّــةٌ    ظِــــلَالُهـا    ازْدِهـــارا
ومِن  رَحِيـــقِ رِيقِها الحِيَّاضُ        ومِـن  عَبِيقِ  عَرْقِها  الرِّيـــاضُ
إعْجَبْ  بها  مُرْضِـعَـةُ  الجِنانِ        واغْرَبْ  بِها  فــاطِمَــةُ  النِّيرانِ
سَــــبِّحْ بإِسمِ  رَبِّها  فــــالمُنتَهَى        عنـــدَ   نِعالِها   تَحَـــــيَّرَ  النُّهَى
أُمَّــــاهُ  يــــا أُمّـــــاهُ  يــــا أمّـــاهُ        لَا  يَـيْأَسَنْ  مَنَ  انْتِ  مُـنْتَمَاهُ
انتهى


الأحد، 26 يناير 2014

** التّربيّة بالصّلاة والسّلام **

وقال الإمام الشّعراني في  (العهود المحمدية ) :
نقلا عن الإمام الزواوي قوله :
وقال لي مرة: طريقتنا أن نكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يصير يجالسنا يقظة، ونصحبه مثل الصحابة، ونسأله عن أمور ديننا وعن الأحاديث التي ضعفها الحفاظ عندنا ونعمل بقوله صلى الله عليه وسلم فيها، وما لم يقع لنا ذلك فلسنا من المكثرين للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فهذا ضابط الكثرة وثمرة الكثرة.

وقال الشيخ أبو عمران: يظن أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنهم فازوا به دوننا، والله لنزاحمنهم فيه حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاً يصلون عليه صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو المراحم بن شيخ العيدروس: قال سيدي الأستاذ أحمد بن موسى المشرع -نفع الله بهما-: من لا شيخ له يربيه ويرقبه ويوصله إلى الله تعالى, فليلزم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي تربيه بأحسن الآداب النبوية وتهذبه بأشرف الأخلاق المحمدية, وترقيه إلى أعلى ذروة الكمال, وتوصله إلى المحل الأسنى من حضرة الكبير المتعال، وتنعمه برؤية الله, وقربة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يوصي أصحابه بقراءة: وبكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.


الخميس، 23 يناير 2014

*** مدارج المعرفة ***

قال الإمام الكتاني قدس الله سره في الديوانة :
اعلم أنه على قدر الفناء في محمديته على قدر البقاء بأحمديته، وعلى قدر الفناء فيها على قدر الفناء في بعض غيوبها، وعلى قدر البقاء بما ذكر يكون البقاء بالله.
والفرد الكامل ارتقت همة هامته إلى الفناء في تلك المراتب الباطنية التي أشرت لها بــ: » الصلاة الديجورية»؛ وهي: ((اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد سر سر نقطة هوية محيط الجمال، وباطن شَكلة باء غيهوبية سُرادِقات الجلال، وسلم عليه بلاهوتية باطنه الحــَـقــّاني، وعلى آله بمحيطات قوس حضرات التداني، وصحبه وسلم )) فتأمل أيها الأديب ما تحت هذا اللغز، وفك معمى هذا الرمز.
والمقام الذي يحصل للفرد المحمدي فيه رفع ، يسمى عندي بــ: قاب قوسين أوالحجاب بالكلية ، ويتحقق بمعية المعية فيه أدنى»؛ كما يقع في جانب الربوبية. وهناك يسمع: (فأوحى إلى عبده ما أوحى ) .

*** الإجتماع بالنّور يقظة ***


وقال الإمام الشّعراني في  (العهود المحمدية ) :
»  وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: لا يكمل عبد في مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم أي وقت شاء قال: وممن بلغنا أنه كان يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة من السلف الشيخ أبو مدين والشيخ عبدالرحيم القناوي والشيخ موسى الزولي والشيخ أبو الحسن الشاذلي والشيخ أبو العباس المرسي والشيخ أبو السعود بن أبي العشائر وسيدي إبراهيم المتبولي والشيخ جلال الدين الأسيوطي كان يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعت به نيفا وسبعين مرة ، وأما سيدي إبراهيم المتبولي فلا يحصى اجتماعه به لأنه كان في أحواله كلها ويقول: ليس لي شيخ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الشيخ أبو العباس المرسي يقول: لو احتجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ما عددت نفسي من جملة المؤمنين .
واعلم أن مقام مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيزة جدا وقد جاء شخص إلى سيدي علي المرصفي وأنا حاضر فقال: يا سيدي قد وصلت إلى مقام صرت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة أي وقت شئت فقال له: يا ولدي بين العبد وبين هذا المقام مائتا ألف مقام وسبعة وأربعون ألف مقام ومرادنا تتكلم لنا يا ولدي على عشر مقامات منها فما درى ذلك المدعي ما يقول وافتضح فاعلم ذلك (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) » .

*** عهد الصلاة والسلام ***

 وقال الإمام الشعراني في  (العهود المحمدية ) :
» أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ونهارا ونذكر لإخواننا ما في ذلك من الأجر والثواب ونرغبهم فيه كل الترغيب إظهارا لمحبته صلى الله عليه وسلم وإن جعلوا لهم وردا كل يوم وليلة صباحا ومساء من ألف صلاة وكان ذلك من أفضل الأعمال.
واعلم يا أخي أن طريق الوصول إلى حضرة الله من طريق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أقرب الطرق فمن لم يخدمه صلى الله عليه وسلم الخدمة الخاصة به وطلب دخول حضرة الله فقد رام المحال ولا يمكنه حجاب الحضرة أن يدخل وذلك لجهله بالأدب مع الله تعالى فحكمه حكم الفلاح إذا طلب الاجتماع بالسلطان بغير واسطة فافهم .
فعليك يا أخي بالإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كنت سالما من الخطايا فإن غلام السلطان أو عبده إذا سكر لا يتعرض له الوالي أبدا بخلاف من لم يكن غلاما له ويرى نفسه على خدام السلطان وعبيده وغيرهم ولا يدخل من دائرة الوسائط فإن جماعة الوالي يضربونه ويعاقبونه فانظر حماية الوسائط وما رأينا قط أحدا تعرض لغلام الوالي إذا سكر أبدا إكراما للوالي فكذلك خدام النبي صلى الله عليه وسلم لا يتعرض لهم الزبانية يوم القيامة إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نفعت الحماية مع التقصير ما لا ينفعه كثرة الأعمال الصالحة مع عدم الاستناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستناد الخاص .
وقد كان في زمن شيخنا الشيخ نور الدين الشوني من هو أكثر منه علما وعملا ولكنه لم يكن يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يكثر الشيخ فلم يكن ينهض له علمه وعمله إلى التقريب الذي كان فيه الشيخ نور الدين فكانت حوائجه مقضية وطريقه ماشية وسائر العلماء والمجاذيب تحبه ووالله ليس مقصود كل صادق من جمع الناس على ذكر الله إلا المحبة في الله ولا جمعهم على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا المحبة فيه فافهم
وقد قدمنا أوائل العهود أن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم البرزخية تحتاج إلى صفاء عظيم حتى يصلح العبد لمجالسته صلى الله عليه وسلم وأن
من كان له سريرة سيئة يستحي من ظهورها في الدنيا والآخرة لا يصلح له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولو كان على عبادة الثقلين كما لم تنفع صحبة المنافقين مثل ذلك تلاوة الكفار للقرآن لا ينتفعون بها لعدم إيمانهم بأحكامه .
وقد حكى الثعلبي في كتاب العرائس أن لله تعالى خلقا وراء جبل ق لا يعلم عددهم إلا الله ليس لهم عبادة إلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فإن أكثرت من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ستصل إلى مقام مشاهدته صلى الله عليه وسلم وهي طريق الشيخ نور الدين الشوني والشيخ أحمد الزواوي والشيخ محمد بن داود المنزلاوي وجماعة من مشايخ اليمن فلا يزال أحدهم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر منها حتى يتطهر من كل الذنوب ويصير يجتمع به يقظة أي وقت شاء ومشافهة ومن لم يحصل له هذا الاجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار مطلوب ليحصل له هذا المقام .
وأخبرني الشيخ أحمد الزواوي أنه لم يحصل له الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة حتى واظب الصلاة عليه سنة كاملة يصلي كل يوم وليلة خمسين ألف مرة وكذلك أخبرني الشيخ نور الدين الشوني أنه واظب على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا سنة كل يوم يصلي ثلاثين ألف صلاة »


 

تعديل

تعديل

تعديل

تعديل