الأربعاء، 22 يناير 2014

*** الفناء والبقاء ***

وقال سيدي الكتاني قدس الله سره:   ( في خبيئة الكون ) :
فليعلم أن من حصل له كمال المحبة الذاتية في الجمال المحمدي، واستهتر بحبه، واستغرق في مشاهدة حسنة، تبتل وانقطع بكليته إليه، فأكثر من استحضاره دائمًا في كل آناته إلى أن تنبسط منه أنوار رحمانية، ومنازلات سبحانية، وصدمات قهرية، وأخذات اجتبائية تأخذه عنه وتستفزه عن عالم المحسوسات، وتبسط له نورًا يمشي له في الناس، فيتغير عليه الحال لا في نفسه، ولا في إدركاته الحسية ولا المعنوية، فتنفتح له كوات إلى ميادين القدس وأبواب إلى حضائر القرب، فإذا استشرف على الوصول لذلك الحي، وأنس من جانب الطور نار الجذابات والخطفات، ورام الدخول، وجد مكتوبًا على ركن صفحات الحضرات لا يمكن دخول مغنانًا إلا من واسطة حبيبنا وخليلنا، ولا يصح شهود  جمالنا إلا في محراب محل نظرنا ومحمدنا، كما أن المصلين الصلاة الشرعية لما استفتحوا باب الملكوت بالتحتيات أذن لهم بالدخول في حريم الحي الذي لا يموت فقرت أعينهم بالمناجاة فنبهوا على أن ذلك بواسطة نبي الرحمة وبركة تابعته فالتفتوا فإذا الحبيب في حريم الحبيب حاضر, فأقبلوا عليه قائلين: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله تعالى وبركاته، فلما علم هذا المأخوذ عنه أن الدخول للحضرة لا يمكن ما لم يدخل تحت القباب المحمدية خيم عندها، وأوقف مطمح همته عليها إلى أن قربت روحه من روحه صلى الله عليه وسلم وحصل بينهما التعارف والائتلاف والارتباط والمناسبة، فكان من أولى الناس به صلى الله عليه وسلم كما في حديث: «إن أولى الناس بي أكثرهم عليَّ صلاة» .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

تعديل

تعديل

تعديل

تعديل