الثلاثاء، 21 يناير 2014

*** أقوال العارفين ***

الشيخ أبو سهل الصّعلوكي قدّس الله سرّه:
ويقول : « المحبة : ارتياح الذات لمشاهدة الصفات ، أو مشاهدة أسرار الصفات ، فيرى بلوغ السؤل ولو بمشاهدة الرسول ، ولهذا كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أزعجهم الشوق واشتدت بهم لواعج المحبة قصدوه صلّى الله عليه وسلّم ، واستشفوا بمشاهدته ، وتلذذوا بالجلوس معه ، والنظر إليه ، والتبرك به ».
يقول القاضي عياض  قدّس الله سرّه:
« المحبة ثلاثة أقسام :
محبة جلال وإعظام ، كمحبة الوالد .
ومحبة شفقة ورحمة ، كمحبة الولد .
ومحبة مشاكلة واستحسان ، كمحبة سائر الناس .
فجمع صلّى الله عليه وسلّم أصناف المحبة في محبته » .
يقول الشيخ شهاب الدين أحمد القسطلاني رحمه الله :
« قال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبّونَ اللَّهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) ، فجعل تعالى متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم آية محبة العبد ربه ، وجعل جزاء العبد حسب متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم محبة الله تعالى إياه ، وهذه المحبة تنشأ من مطالعة العبد منة الله عليه من نعمه الظاهرة والباطنة ، فبقدر مطالعة ذلك تكون قوة المحبة ، ومن أعظم مطالعة الله على عبده منة تأهله لمحبته ومعرفته ومتابعة حبيبه صلّى الله عليه وسلّم ، وأصل هذا نور يقذفه الله تعالى في قلب ذلك العبد ، فإذا أدار ذلك النور أشرقت له ذاته فرأى في نفسه وما أهلت له من الكمالات والمحاسن فعلت به همته وقويت عزيمته . وبحسب هذا الاتباع توجب المحبة والمحبوبية معاً ولا يتم الأمر إلا بهما . فليس الشأن أن تحب الله ، بل الشأن أن يحبك الله ، ولا يحبك إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً ، وصدقته خبراً ، وأطعته أمراً ، وأجبته دعوة ، وآثرته طوعاً ، وفنيت عن حكم غيره بحكمه ، وعن محبة غيره من الخلق ، وعن طاعة غيره بطاعته ، وإن لم تكن كذلك فلا تتعن فلست على شيء ، وتأمل قوله تعالى : ( فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) ، أي : الشأن في أن الله تعالى يحبكم لا في أنكم تحبونه ، وهذا لا ينالونه إلا باتباع الحبيب ».
يقول الشيخ عبد الغني النّابلسي قدّس الله سرّه :
« كل محبة هي محبة له صلّى الله عليه وسلّم في تعيناته الروحانية والجسمانية على التخييل والتمثيل ».
يقول الشيخ حسين الدوسري قدّس الله سرّه ::  
« إن الفناء في النبي صلّى الله عليه وسلّم موجوب ، للولوج في حضرة القدس ، ومحبة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرض على كل مؤمن ... ويكفيك قوله تعالى :  (النَّبِيُّ أولى بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) 
فمن هو أولى بك من نفسك ، فكيف لا ينبغي أن يكون أحب إليك منها ؟ ! ».
ويقول الشيخ يوسف النبهاني قدّس الله سرّه :
« إذا كان الإنسان يحب من منحه في دنياه مرة أو مرتين معروفاً فانياً منقطعاً ، أو استنقذه من مهلكة أو مضرة لا تدوم ، فما بالك بمن منحه منحاً لا تبيد ولا تزول ، ووقاه من العذاب الأليم ما لا يفنى ولا يحول .
وإذا كان المرء يحب غيره على ما فيه من صور جميلة وسيرة حميدة ، فكيف بهذا النبي الكريم والرسول العظيم صلّى الله عليه وسلّم الجامع لمحاسن الأخلاق والتكريم ، المانح لنا جوامع المكارم والفضل العميم ... فاستحق أن يكون حظه من محبتنا له أوفى وأزكى من محبتنا لأنفسنا وأولادنا وأهلينا وأموالنا والناس أجمعين ، بل لو كان في منبت كل شعرة منا محبة تامة له صلّى الله عليه وسلّم لكان ذلك بعض ما يستحقه علينا » .
يقول الشيخ شهاب الدين القسطلاني رحمه الله :
« لا يمكن أن يجمع في القلب حبان ، فإن المحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب ، فليتخير المرء لنفسه محبوباً كائناً ما كان ، كما قيل :
أنتَ القتيلُ بأي مَنْ أحببتهُ            فاختر لنفسكَ في الهوى مَنْ تصطفي

فيجب علينا أن لا نختار حبيباً غير المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ، بل نقدمه في المحبة على الأنفس والآباء والأبناء ، إذ لا يتم الإيمان إلا بها ، لأن محبته عين محبة الله ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 

تعديل

تعديل

تعديل

تعديل