يقول الشيخ زين الدين الحافي :
« الله سبحانه وتعالى منـزه عن الجهات ، في حكمته اقتضت الاستفاضة ممن
في الجهة عن الفياض الحق الذي ليس في الجهة إن عُيِّنَ للبدن الإنساني المركب من
الكثرات الكثيرة جهة واحدة يكون في توجهه من تلك الجهة الواحدة إلى الحضرة
الواحدية ، وهي الكعبة في عالم الأجسام والأبدان . وَعُيِّنَ للروح الإنساني الذي هو مهبط أنوار
الصفات الإلهية جهة واحدة يكون توجهه إليه تعالى من تلك الجهة ، وتلك الجهة هي
روحانية رسول الله e في عالم الأرواح . وكما لا يقبل
الصلاة إلا بالتوجه إلى الكعبة ، لا يحصل التوجه إلى الله تعالى : إلا باتباع
رسوله ، والتسليم له ، وربط القلب بنبوته ، وأنه هو الواسطة بينه وبين الله تعالى
دون غيره من الأنبياء ، وإنهم وإن كانوا أنبياء الله وكلهم على الحق ، لكن لا يحصل
من الله تعالى فيض إلا من ارتباط القلب بسيدنا محمد e . فبتوجه البدن إلى الجهة الواحدة ، وبتوجه الروح
إلى الجهة الواحدة ، حصل للإنسان إستعداد استفاضته من الحضرة الوحدانية »([1]) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق