« معنى أن كل
ولي قدمه على قدم نبي : أي يذوق ذوق ذلك النبيe
ويتوجه توجه
ذلك النبي e من غير إحاطة بما كان عليه ذلك النبيe »([1]) .
الإمام ابن عربي
قدس الله سره:
تقول الدكتورة سعاد الحكيم : « استعمل ابن عربي عبارة ( على قدم ) و
( قدم ) للإشارة إلى القدمية ، وهي اقتفاء الأثر للتحقق بمماثلة صفاتية .
مثلاً يقول : فلان على قدم سيدنا محمد ،
وهذا يعني أن المذكور هو ( محمدي ) ، أي أنه سار على أثر أقدام سيدنا محمد e في الطريق إلى الحق ، وذلك بغية الوصول إلى التحقق ( بعينه ) ، فيصبح عين سيدنا محمد e : ( عين صفات ) لا ( عين ذات ) »([2])
.
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني قدس الله سره:
« كل ولي على قدم نبي ، وأنا على قدم جدي e ، وما رفع قدماً إلا وضعت قدمي في موضعه إلا أن
يكون قدماً من أقدام النبوة »([3])
.
ويقول الحافظ أبو العز عبد المغيث :
« كنا حاضرين في مجلس الشيخ عبد القادر الجيلي قدس الله سره ببغداد برباطه
بالحلبة وكان في مجلسه عامة مشايخ العراق ... والشيخ يتكلم عليهم وقد حضر قلبه
فقال : قدمي هذه على رقبة كل ولي لله ، فقام الشيخ علي بن الهيتي وصعد الكرسي وأخذ
قدم الشيخ وجعلها على عنقه ودخل تحت ذيله ومد الحاضرون كلهم أعناقهم »([4])
.
ويقول الشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي :
« قال بعضهم : القدم هنا مجازي لا حقيقي ، لأنه المناسب للأدب والممكن عموم وقوعه ، ويقال عن الطريقة قدم .
يقال فلان على قدم حميد أي طريقة حميدة أو عبادة عظيمة أو أدب جميل أو نحو ذلك ،
والمعنى به : أن طريقته وقربه وفتحه أعلى طريقة وقرب وفتح في حالة انتهائه »([5])
.
ويقول الشيخ أبو سعيد القيلوي :
« لما قال الشيخ عبد القادر :
قدمي هذه على رقبة كل ولي لله ، تجلى الحق U على قلبه وجاءته خلعة من رسول الله e على
يد طائفة من الملائكة المقربين ألبسها بمحضر من جميع الأولياء من تقدم منهم ومن
تأخر ، الأحياء بأجسادهم والأموات بأرواحهم ، وكانت الملائكة ورجال الغيب حافين
بمجلسه ، واقفين في الجو صفوفاً حتى استد الأفق بهم ولم يبق ولي في الأرض إلا حنى
عنقه »([6])
.
ويقول الشيخ خليفة بن موسى النهرملكي :
« رأيت رسول الله e في المنام فقلت يا رسول الله : قد قال الشيخ عبد
القادر قدمي هذه على رقبة كل ولي لله فقال e : صدق الشيخ عبد القادر ، فكيف لا وهو القطب
وأنا أرعاه »([7])
.
[1]
- الشيخ علي حرازم ابن العربي – جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني – ج 2 ص 108 .
[2]
– د . سعاد الحكيم – المعجم الصوفي – ص 901 .
[3]
- الشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي – قلائد الجواهر – ص 26 .
[4]
- المصدر نفسه – ص 22 .
[5]
- الشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي – قلائد الجواهر – ص 23 .
[6]
- المصدر نفسه – ص 24 - 25 .
[7]
- المصدر نفسه – ص 25 .